الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

عفوا يا معشر الرجال!

بقلم: سهير الفنجري
                                             صورة أرشيفية

نحيا ونموت والقيود تكبلنا؛ في كثير من الأحيان تصلبنا، ربينا على عادات لم تتغير منذ الأزل.

كبرنا على تحذيرات: لا تفعلي..لا تتحدثي..لا تركضي..ولا تلعبي مع الاطفال من الذكور،  كبرنا على وجود خطوط حمراء على الرغم انها كانت صفراء.


يوم تلو الاخر، نكبر ونحيا مع عادات ماتت؟ لكننا نرغمها على العيش..نرغمها على ان تكون قانون الحادي والعشرين مع كل الاختلافات، التطورات والتكنولوجيا، وصراعات القرن..نبقى بعقلية ما قبل الميلاد؟ بل ما قبل التاريخ.

ففي المقهى الثقافي يعتلي احد الرجال منبر الكلام (طبعا هو من الادباء والمثقفين وانصار المرأة) وينادي بحرية المرأة، ويفرح ويثور يهدد بوجه كل من يعتدي على حريتها، ويطلق الشعارات الرنانة من قبيل "المرأة نصف المجتمع، "الرجل بلا مرأة كشجرة تخلت عنها الحياة" و "المرأة هي الحياة والحياة ترفض القيود والذل"..

شعارات كثيرة لم استطع حصرها؛ لكنني كل ما اذكر انها كانت فضاءات عالمنا على اتساعها.

وعندما اعترضه احد الحضور، هاج، ثار وجاح كأنه ثائر قديم بينهما.

عندها يا سادتي الكرام اعتقدت انه ملاك قادم ليحمي حرية المرأة وينشر رسالة تنصفها حقوقها.

لم تكن كثيرة تلك الدقائق المعدودة التي كشفت ما خلف الضباب، عندما انحرفت عيناه إلى اقصى اليمين مشاهدا إمرأة تجلس في الركن وبيدها فنجان القهوة واعقاب السجائر منثورة حولها

عندها ودون أن يشعر خلع رداءه المزيف، بل انتزع جلده المزيف..ووصفها..ثم صفعها..فقد كانت تلك هي زوجته..يمنعها من الخروج من البيت وكأنها خلقت للبيت فقط.

عفوا يا معشر الرجال..

ضاعت كل احرف الكلمات قبل أن تجري على السنتكم، وقد صدأ سيفكم في غمده من طول الإنتظار، وتبرأت منكم الشرقية؛ لأنها اصالة قبل أن تكون ثوبا ترتدونه وتخلعونه متى شئتم!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق