بقلم: سهير الفنجري
كل التصريحات والبيانات التي اطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية حول الأحاديث الدموية في الاراضي المحتله تثير مشاعر الغضب والاستهجان والاستنكار وبرغم موجة الغضب والانفعال إلا أنه كان من الممكن وبكل سهولة ويسر أن لا نلتفت إليها.
إلا أن التمادي في اطلاق الشائعات حول المراة الفلسطينية كان أكثر اثارة للسخط من كل التصريحات والمؤامرات التي كالتها الولايات المتحدة منذ اندلاع انتفاضة الاقصى.
فصورت شائعتهم المرأة الفلسطينية على أنها امرأة لا تمتلك بين ضلوعها قلبا ينبض الأمومة، وبأنها تقدم أبنائها قربانا للموت دون اكتراث او اهتمام، وإلى ذلك من صور لا اجرؤ على قولها أو التلفظ بها.
صور تمادت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها دون التفكير ولو للحظة بمعاناة تلك الأم ومدى القهر الذي يعتمل بداخلها عندما تواري جثة طفلها التراب.
ونظرة العجر في عينيها عن انقاذ فلذة كبدها من براثن الموت واللؤم الصهيوني برغم خسارتها الفادحة الا أنها تشعر بالفخر بأنها زفت طفلها شهيدا للسموات العلى، بعدما ادى واجبه تجاه الوطن والدين.
كل إمرأة فلسطينية تنجب طفلها ويده حجر، تودعه إلى جنات الخلد وبيده، ايضا حجر ولا تتوانى عن تلقينه الدرس الأول والاخير بأن الارض والكرامة وجهان لعملة واحدة فأما حياة بكرامة أو موت بكرامة.
هذا ليس بالغريب عن المرأة الفلسطينية او العربية بشكل عام، فهي امرأة حرة انجبت احرارا لا عبيد.
ولكنه غريب على الولايات المتحدة الاميركية التي لا يمكن ان تفقه حكمته وفحواه.
ولا تستغربوا ان طلبت الولايات المتحدة الحماية الدولية لليهود وخاصة المرأة والطفل اليهوديين فهما بنظرها القتيلان والضعيفان اللذان يتذوقان العذاب على ايدي الارهاب الفلسطيني يتشردان ويهدم بيتهما امامهما وهما بلا حول ولا قوة!!.
فكل عمل فلسطيني يسمى ارهابا، وكل وحشية يهودية تسمى تطرفا، وبرغم الفرق الشاسع في المعنى، فإن الحقيقة تزيف وترسم كما تبتغيها اميركا لتجيرها لمصالحها الخاصة، ونحن نصفق لها دائما خوفا من غضبها!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق