الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

اصحاب السيقان الحية

بقلم: سهير الفنجري

                                                     صورة من الأرشيف

هي ليست الصدفه فقط التي جمعتني بها اكثر من مره بل مشيئة القدر وحكمته.

في المرة اﻷولى كانت تجلس بقربي في الباص، ولم أعرها اي انتباه وبعد ربع ساعه أرادت الهبوط من الباص على كلية الرياضة، اول ما شد انتباهي الكرسي المتحرك الذي انزله كنترول الباص وثبته على الرصيف المقابل للكلية.


 وبعد قليل وجدتها تنهض وتقفز برشاقه من الكرسي المجاور لي حتى درجات الباص ومن ثم الكرسي المتحرك دون المساعدة من أحد عندها فقط اكتشفت أن من جاورتني في المقعد طوال الوقت كانت بلا ساقين.

بعد مرور يومين، وربما ثلاثه، التقيتها مصادفة في الباص، وفي ذلك الوقت كانت تزوروني سحابة من الحزن وتراودني حالة من اﻹكتئاب، وكنت اشعر انني مسلوبة اﻹرادة، وعندما جلست تلك الفتاة الشابة بقربي إكتشفت انها مشيئة القدر أن يجمعني بها مرة أخرى.

وبهذه الظروف لم تواتيني الشجاعة ﻷحدثها كنت أراقبها من بعيد وبنظرات خجولة كانت تمتلك إرادة قوية وعزيمة أقوى، وجهها الملائكي كان مفعما باﻷمل وبعد دقائق كانت طويلة وانا أراقبها.

هبطت لوحدها دون مساعدة احد واﻹبتسامه مرسومة ع شفتيها وهي ترتدي بدلة رياضية ومتوجهة الى كلية الرياضة لوحدها لا تخشى خطر الشارع والسيارات ونظرات المارة.

سأعترف بسر للمرة اﻷولى ...فقد خجلت من نفسي وشعرت بضعفي بجانب قوتها وشعرت بهزيمتي بجانب إرادتها القوية...
ودون ان ادري شعرت شيئا ما قد تبدل بداخلي، وإرادة قوية قد غمرتني ...نعم لقد منحتني تلك الفتاة الشابة من قوتها وإرادتها..
من عزيمتها وأملها في الحياة..

أشكرك بقوة...يا سيدة تخلت عنها ساقيها ...فأوجدت لنفسها آلاف السيقان بإرادة قوية لا تقهر ...أشكرك.فكم نحن اصحاب السيقان الحية تعساء..!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق