بقلم: سهير الفنجري
صورة أرشيفية
تناولت
الصحف في الأيام الاخيره ..قصة تقشعر لها اﻷبدان ..وتهتز لها الارواح ..وتبكيها
العيون ..أم تقتل ثلاثة من أبنائها وينجو اثنين ..وتفشل في محاولة الانتحار.
أم
تحملت أكثر من طاقتها بكثير بوجود رب عائلة يمثل الوجه الأسود للحياة بمحاولته التحرش
بإبنته التي تبلغ من العمر خمسة عشر عاما.ويتم توقيفه بهذه التهمة.
ما شعور
اﻷم بوجود رجل كهذا ووضع اقتصادي سيء ..ومجتمع
لا يأبه لغيره ..اتساءل لو أن هنالك من شعر
بمصيبتها ووضعها النفسي منذ البداية ..ألم نكن
سنتدارك هذا الوجع الذي اصابنا جميعا.
لو مشاغل الحياة لم تشغلنا عن
اقاربنا وأصدقائنا وجيرانا ومن حولنا وتكاتفنا وتوحدنا عند الشدائد. إحدى الاخبار
تحدثت عن دور الطب النفسي في معالجة هذه الأمور.
ولكن اتساءل وانا مشدده على دور الطب
نفسي في معالجة النفس بالاستماع والتحليل وتهدئة النفس لا معالجة باﻷدوية التي
قد ندمن عليها فيما بعد للهروب من مصائبنا.
اتساءل هل سأل أحدكم كم تبلغ كشفية
الطبيب النفسي في بلدنا تتراوح بين خمسة وثلاثون وخمسون دينار.لزيارة الواحدة..!!
أليست
هذه جريمة بحد ذاتها..عندما
تكون الأم فقيره وتعاني من أزمة نفسية هل سيكون بإستطاعتها الذهاب لطبيب نفسي ...أم ستستبدل المعالجة بشراء طعام لأطفالها.
صورة أرشيفية
يا
دولة الرئيس ...
هل
فكرت يوما بالنزول لتعرف ع مصائب هذا المجتمع.. هل شعرت للحظه بمسؤوليتك تجاه هذه
العائلة.. عندما يقبع الفقر والتخلف والانحراف اﻷخلاقي في أروقة بيتهم البارد وبيوت
عائلات مشابهة لقصصهم.
من المسؤول عن هذه اﻷم.. ومن المسؤول عن معاقبة رب العائلة
المجرم ومن المسؤول عن موت الاطفال.. والوضع نفسي لمن نجا...
هل
تشعر يا دولة الرئيس باﻷسف والحزن.. كيف
سنبني جيل يحمي هذا الوطن إن لم تكن اﻷساسات قوية.. يكفينا نظريات.
يا دولة الرئيس ...
عندما
ننشغل برفع اسعار السلع والمحروقات وزيادة الضرائب على كاهل المواطن ..تاركين خلف
هذه المحرقة من الاسعار عائلات تنهار اقتصاديا واجتماعيا.. تحتاج إلى رفع
مستوى الحياة لديهم...
يا دولة
الرئيس ...
ما
العبء المالي الذي ستتحمله حكومتكم الموقرة عند تخصيص مراكز للمعالجة النفسية في
المناطق الشعبية والفقيره ..
يا دولة
الرئيس ...
نحن
نحتاج إلى أكثر من الخطابات ورفع الاسعار ..نحتاج إلى من يشعر بآلامنا ومشاكلنا ..
ويسعى إلى حلها ..نحتاج إلى حياة كريمة للمواطن
بمعالجة الوضع الاقتصادي للمجتمع ووضع خطة على أرض الواقع ثلاثية اﻷبعاد
اقتصادية واجتماعية ونفسية للحيلولة دون تكرار هذه الجرائم البشعة بحق الانسان
والمجتمع.
نحتاج
أن نشعر باﻵمان دون الخوف مما سيحدث غدا يادولة الرئيس...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق